بحيرة البيانات هي منصة مركزية مرنة تُستخدم لتخزين كميات هائلة من مختلف أنواع البيانات سواء كانت بيانات مهيكلة مثل الجداول أو بيانات غير مهيكلة مثل الصور، مقاطع الفيديو، والنصوص.
تشبه بحيرات البيانات البحيرات الحقيقية حيث تصب فيها عدة مصادر (“أنهار”) من البيانات المهيكلة وغير المهيكلة في موقع واحد مشترك وتعتبر بحيرة البيانات مثالية للجهات التي تتعامل مع مصادر بيانات متعددة وتحتاج إلى تحليلها بطرق متقدمة بما في ذلك التحليلات الذكية وتقنيات التعلم الآلي.
مزايا بحيرات البيانات:
- المرونة: تتيح إمكانية تخزين مختلف أنواع البيانات كما هي، دون الحاجة إلى تحويلها إلى صيغة موحدة مسبقًا.
- قابلة للتوسع: مصممة للتعامل مع كميات ضخمة من البيانات، مما يجعلها مثالية لتطبيقات تحليل البيانات الكبيرة.
- إمكانية التكامل مع أدوات التحليل: تدعم العمل مع أدوات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، مما يساعد في استخراج رؤى ومعرفة من البيانات المخزنة.
تحديات بحيرات البيانات:
- التحدي: مستنقع البيانات:
رغم أن بحيرات البيانات تمتاز بمرونتها وقابليتها لتخزين مختلف أنواع البيانات من مصادر متعددة، إلا أن هذا التنوع قد يؤدي إلى تحديات في حوكمة البيانات وضمان جودتها مثل ان عدم فرض مخطط صارم على البيانات قد يؤدي إلى فوضى في التنظيم، مما يجعل من الصعب التأكد من موثوقية البيانات واستخدامها بشكل فعّال وهذا ما يُعرف بـ )مستنقعات البياناتData Swamp) وهي بيئة مليئة بالبيانات غير المصنفة وغير المفهومة، مما يصعّب الاستفادة منها في اتخاذ القرار أو التحليل.
- الحل:
لمعالجة مشكلة تحوّل بحيرة البيانات إلى مستنقع بيانات، يجب التركيز على إدارة البيانات الوصفية (Metadata) .
- التحدي: تعدد الإصدارات:
تعدد إصدارات حيث ان بحيرات البيانات بطبيعتها ديناميكية، إذ تُضاف مجموعات بيانات وإصدارات جديدة باستمرار، مما يجعل إدارة الإصدارات تحديًا أساسياً في جميع مراحلها.
- الحل:
- استخدام أنظمة ذكية لإدارة الإصدارات مثل DataHub، الذي يقدم واجهة شبيهة بـ Git (المستخدمة في إدارة إصدارات البرامج) لدعم إنشاء الإصدارات، التفرعات، الدمج، ومقارنة الاختلافات.
- التخزين الذكي للإصدارات لتفادي الكلفة العالية لتخزين النسخ الكاملة، باستخدام تقنيات مثل التخزين التفاضلي ( بدلاً من تخزين كل إصدار من البيانات بالكامل، يتم تخزين الاختلافات فقط أو الفروقات بين النسخة الجديدة والنسخة السابقة) بهذه الطريقة، يتم توفير الكثير من المساحة، خاصة إذا كانت التغييرات بين النسخ بسيطة.
بحيرة البيانات الوطنية:
في إطار الجهود الوطنية لتعزيز إدارة البيانات وتمكين الجهات من الاستفادة منها بفعالية، تواصل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) دورها الريادي في تطوير بنية تحتية متقدمة للبيانات، من خلال إطلاق مبادرات ومنصات استراتيجية تسهم في دعم التحول الرقمي وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. ومن أبرز هذه المبادرات “بحيرة البيانات الوطنية”.
ماهي بحيرة البيانات الوطنية:
بحيرة البيانات الوطنية هي مستودع مركزي يحتوي على كم هائل من البيانات الخام الموحدة التي جُمِعَت من مختلف الجهات الحكومية على مستوى المملكة. تشكل بحيرة البيانات الأساس الذي تقوم عليه الخدمات والمنصات الأخرى المبنية على البيانات مما يضمن وصولا متسقا وموثوقا للبيانات إلى الأشخاص بشكل موحد ومن مصدر واحد.
تتميز بحيرة البيانات بالمرونة الكافية لاستيعاب مجموعة ضخمة من البيانات ذات السرعات والهيكلات المختلفة. تم الوصول لهذه المرونة من خلال حزمة تكامل برمجية طُوِّرَت داخليًا لاحتواء البيانات وتنظيمها وتهيئتها بشكل تلقائي وآمن. كما أن البحيرة مدعومة بمجموعة من الخدمات المساعدة لضمان إدارتها وحوكمتها وتأمينها بشكل صحيح مما يحقق الثقة والموثوقية من المستهلكين